الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

قبسات من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم





كان الرسول عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقًا وأكملهم قدرًا، فخلقه القرآن كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: " كان خلقه القرآن" ، ولقد قال عليه الصلاة والسلام: « إنما بعثت لأتمم  صالح الأخلاق » رواه البخاري في الأدب المفرد، باب حسن الخلق،  78، ح 273)، لذلك قال الله سبحانه وتعالى :
}لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{  (الأحزاب: 21)
ومن مظاهر تواضعه صلى الله عليه وسلم:
ü     الرسول عليه الصلاة والسلام لا يترفع عن خدمة أهله:
       كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتكبر عن خدمة أهله، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي بردة قال: قلتُ لعائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته، قالت: كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة، قام إلى الصلاة.
ü     الرسول صلى الله عليه وسلم مع المملوك :
كان متواضعًا مع المملوك، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير".
ü     الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه:
1-    كان متواضعًا مع أصحابه: منها ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير، قال: وكان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب، زميلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكانت إذا جاءت عقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم – أي نوبته في الركوب- قالا: نحن نمشي عنك، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أنتما بأقوى مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكما"
ü     رجلٌ ترعد فرائصه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يطمئنه:

عن أبي مسعود قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه فجعل ترعد فرائصه، فقال له هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد ( رواه ابن ماجه في سننه)

تسامح رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتسامح والعفو عند المقدرة في آيات كثيرة: }وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ{ ( النور: 22)
}وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا{ (الفرقان: 63)
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان خير من يتخلق بالتسامح، فهو قرآن يمشي على الأرض، ومن أدلة ذلك: دخل النبي صلى  الله عليه وسلم مكة التي أذاه أهلها كثيرًا وسلكوا كل الطرق كي يحولوا بينه وبين تحقيق هدفه وهو نشر رسالته واتهموه بأنه مجنون، وأخرجوه من مكة التي قال عليها:" ( والله إنك لأحب البقاع إلى الله وإنك لأحب البقاع إلي , ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت"
وبرغم ذلك تجلى التسامح في أبهى صوره، فقد ورد عن صفية بنت شيبة قالت : لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت فطاف به ، فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتح له فدخلها ، ثم وقف على باب الكعبة فخطب قال ابن إسحاق : وحدثني بعض أهل العلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قام على باب الكعبة ، فذكر الحديث ، وفيه : ثم قال يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرا ، أخ كريم وابن أخ كريم . قال :"اذهبوا فأنتم الطلقاء " . ثم جلس فقام علي فقال : اجمع لنا الحجابة والسقاية ، فذكره . وروى ابن عائذ من مرسل عبد الرحمن بن سابط أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دفع مفتاح الكعبة إلى عثمان فقال : خذها خالدة مخلدة ، إني لم أدفعها إليكم ولكن الله دفعها إليكم ، ولا ينزعها منكم إلا ظالم .(أحمد حجر، كتاب المغازي، باب دخول النبي صلى الله عليه سلم من أعلى مكة، ج8، 19، 4291)
-         وقد أمَّن  -صلى الله عليه وسلم- أهل مكة على أنفسهم بقوله -صلى الله عليه وسلم: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن، وهو أمر لم يعرف التاريخ، ولن يعرف له مثيلًا في العفو والصفح. 
     هكذا من الطبيعي  أن يتعرض الإنسان للإساءة، والعديد من الموقف المحرجة، والمشكلات التي تحدث بينه،  وبين أشخاص آخرين، و قد يضطر إلى مقاطعتهم في كثير من الأحيان، و ينتج عن ذلك عدد كبير من الآثار السيئة حيث تتعدد الخلافات في حياة الإنسان فتفقده التركيز في مستقبله، وقد يصاب بالأمراض ، وتتسبب في القضاء على الكثير من العلاقات الطيبة ويعيش وحيدًا، ومن هنا يأتي أهمية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 
         إن الصبر من الأخلاق التي حض عليها القرآن الكريم، وقد جاء في مواضع عدة من كتاب الله تعالى، وذلك لأهميته في حياة الإنسان، حيث أن جميع الأخلاق نقطة ارتكازها الصبر، فالرحمة مثلاً تحتاج للصبر وإلا ما رحمت الأم وليدها ولا تحملت المشقة في تربيته، ولا تحمل الأب أبناءه مشقة العمل للإنفاق عليهم، ولا تحمل الأبناء وبروا أباءهم في كبرهم، والعدل والعمل به يحتاج للصبر، والصدق الدائم يحتاج للصبر، والزهد يحتاج للصبر، ولو فصلنا في كل خُلق لوجدناه يحتاج للصبر حتى يُدَاوم عليه، ولم تقم دعوة الإسلام، ولم تبلغ ما بلغت إلا بعد تضحيات عظيمة، وتحمل صنوف من الأذى، ومن واجه ذلك وصبر عليه هو خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك للمسلم أسوة في مواجهة المشكلات.

قال تعالى : {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة:45]
ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200]


ومن مظاهر صبر رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1-    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى ولا يرد الإساءة برغم قدرته، فقد روي عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ فَقَالَ: " لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رُدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ "، قَالَ: " فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ "، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» ( رواه مسلم في صحيحه، 2015، كتاب كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين، 864، ح1795)

2-    كان رسول الله صبورًا حليمًا، فقد جبذه أعرابي من ردائه، ولم يغضب، ولكنه  ابتسم وفوق ذلك نفذ له ما طلب فعن ابن مالك، قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة قال أنس فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء. (رواه البخاري في صحيحه، كِتَاب اللِّبَاسِ، باب الْبُرُودِ وَالْحِبَرَةِ وَالشَّمْلَةِ، 1470، ح5809)
أمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      عُرِف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قومه قبل بعثته بالأمين ولقِّب به،فقد ورد في الرحيق المختوم: (أن القبائل مِن قريش لما بنت الكعبة حتى بلغ البنيان موضع الركن -الحجر الأسود- اختصموا فيه، كلُّ قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون القبيلة الأخرى حتى تخالفوا وأعدُّوا للقتال، فمكثت قريش على ذلك أربع ليالي أو خمسًا، ثمَّ تشاوروا في الأمر، فأشار أحدهم بأن يكون أوَّل مَن يدخل مِن باب المسجد هو الذي يقضي بين القبائل في هذا الأمر، ففعلوا، فكان أوَّل داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمَّد، فلمَّا انتهى إليهم، وأخبروه الخبر، قال -عليه الصَّلاة والسَّلام: هلمَّ إليَّ ثوبًا، فأُتِي به، فأخذ الركن، فوضعه فيه بيده، ثمَّ قال: لتأخذ كلُّ قبيلة بناحية مِن الثَّوب، ثمَّ ارفعوه جميعًا، ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده، ثمَّ بنى عليه). ( صفي الرحمن المباركفوري، ب.ت، 51)، وقد كان يعمل في التجارة واشتُهِر بأمانته لذلك قررت الزواج به السيدة خديجة رضي الله عنها، وذلك قبل بعثته أيضًا.
     وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على الأمانة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة.( رواه البخاري في صحيحه، 2002،كتاب كتاب الرقاق، باب رفع الأمانة، 1615،ح 6496).
      أخيرًا وليس آخرًا إن الأمانة لا تقتصر على حفظ الأشياء المادية، ولكن  حفظ السر حفظه أمانة، فعندما تحفظ سر جارك أو صديقك أو أحد من أهلك، فإنها أمانة، تحفظ له السِتر من أمرٍ لا يُريد للآخرين معرفته. الجسد أيضاً أمانة، وجميع حواسك أمانة، فلا تُوظفها في أي أمرٍ يغضب خالقك عز وجل، أن تحفظ عرضك وعرض أهلك أيضًا أحد أشكال الأمانة، فلا تُقدم على فعل الفواحش.




أسئلة التقويم:
1-    اذكر ما يدل من السيرة النبوية على تواضعه صلى الله عليه وسلم؟
2-    لماذا أمرنا الله بالتسامح؟
3-    قال تعالى : {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة:45]
4-    ما المقصود بالأمانة، وما أشكالها؟
5-    هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أمينًا قبل البعثة، وما دليلك؟


الأغاني: تعريفها وحكمها في الإسلام




تعريف الأغاني: عرًّف المعجم الوسيط الأغاني : بأنها ما يُتّرنَّم به من الكلام الموزون، وغيره، والغناء هو التطريب والترنم بالكلام الموزون وغيره،ويكون مصحوبًا بالموسيقى أو غير مصحوب، وقد اختلف الفقهاء في حكمها في الشرع وسنعرض أدلة كل منهما :
أولًا: الأدلة على تحريم الغناء والمعازف: 
       من العلماء من يرى أن الاستماع إلى الغناء لا يمس الدين في شىء ما لم تكن مثيرة للغرائز، من أمثال ابن حزم والغزالي برغم ورود أحاديث صحيحة وآيات قرآنية وآثار للصحابة رضوان الله عليهم يحرمونها ، ويعلق محمد الألباني (1997، 9،8)على شرطهم هذا أن قيدهم نظري غير عملي، ولا يمكن ضبطه، لأن ما يثير الغريزة يختلف باختلاف الأمزجة ذكورة وأنوثة شيخوخة وفتوة، ولا يوافقهم في الرأي ما يؤمن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراعِ يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" ( رواه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، 23، ح 52) إلى غير ذلك من نصوص الكتاب والسنة التي عليها قامت قاعدة سد الذريعة.
ويستشهدون بأدلة إليكم بعضها :
1-       قال تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ " ( سورة لقمان: 6)
لهو الحديث: هو ما لُعِب به وشغل به صاحبه، وقد فسرها الكثير بأن المقصود بها الغناء، وأولهم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: " نزلت في الغناء وأشباهه" (رواه البخاري في الأدب المفرد ، 623، باب الغناء، ح1265)
وورد في جامع البيان للطبري والجامع لأحكام القرآن أيضًا أن عبد الله بن مسعود سئل عن هذه الآية الكريمة فقال:" هو الغناء والذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات". محمد الطبري، 2001، 18/ 535) ( محمد القرطبي، 1964، ج 14) Text Box: ( أفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتّضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (60) وَأنْتُمْ سَامِدُون) )النجم :59/61)
2-    ذكر البخاري في صحيحه:" قال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري والله ما كذبني  سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:" ليكوننَّ من أمتي أقوام يستحلُّون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلنَّ أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحةِ لهم يأتيهم – يعني الفقير – لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدًا فيُبيِّتُهم الله، ويضع العَلَم، ويمسَخُ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة" ( البخاري، 2002، كتاب الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحلُّ الخمر ويسميه بغير اسمه، 1421، ح 5590)
فانظر عزيزي الطالب كيف أقرن الخمر والمعازف في حكم واحد أي أنها حرام، وأورد ابن تيمية  في منهاج السنة النبوية ( 1986، 439) :"قد اتفق الأئمة الأربعة على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو كالعود ونحوه، إلا الدف فقد أجيزللنساء فقط في الأفراح، ففي الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه (كتاب النكاح، باب ضرب الدف في النكاح والوليمة، ح 5147) حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد بن ذكوان قال قالت الربيع بنت معوذ بن عفراء جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بني علي، فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين.





أما آراء الأئمة الأربعة في الغناء: ( محمود احمد، 2007، 420):

أولا:  الإمام أبو حنيفة :            
كان يكره الغناء ويجعله من الذنوب .
ثانيا : الإمام مالك :
نهى عن الغناء وعن سماعه وكان يُجيز للرجل إذا اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها.
ثالثا : الإمام الشافعي :
قال عن الغناء هو لهو مكروه يشبه الباطل ومن استكثر منه فهو سفيه وترد شهادته .
رابعا : الإمام أحمد :
قال الغناء ينبت النفاق في القلب .

شبهات من أجاز الغناء والرد عليها:
1-     عن عائشة رضي الله عنها، قالت: " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحوَّل وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " دعهما"، فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب. فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما قال: " تشتهين تنظرين" فقلت نعم؛ فأقامني وراءه خدي على خده، وهو يقول: " دونكم يا بني أرفدة"، حتى إذا مللت قال حسبك، قلت نعم، قال:" فاذهبي"(رواه مسلم في صحيحه، 2015، كتاب العيدين،باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد، 395، ح 19) فيعلق محمد عمارة (1999، 11) على هذا الحديث قائلًا أن هذا سنة عملية أقرت اللعب والتمثيل والرقص المصحوب بالغناء، ففي بعض الروايات: " كانت الحبشة يغنون شعرًا يقول :
يا أيها الضيف المعرِّج طارقًا          لولا مررت بآل عبد الدار
لولا مررت بهم تريد قراهم            منعوك من جهد وإقتار
وقد رد العلماء على من ظن أن هذا الحديث رخصة في الغناء بعدة ردود منها : (محمود أحمد، 2007، 422)
أولًا : أن ذلك كان يوم عيد فلا يقاس عليه من الأيام .
ثانيًا : أنه كان من جاريتين صغيرتين ,فلا يقاس عليهما الرجال والنساء .
ثالثًا : أنه كان من أشعار الحرب التي فيها الشجاعة والخشونة وليس بالكلام الفاحش الذي يشتمل على الخلاعة وإثارة الغرائز والشهوات .
رابعًا : أن الدف الذي كان معهما كان مثل الغرابيل وليس فيه صلصلة ويخلو مما يسمى الصاجات .
خامسًا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينكر على أبي بكر رضي الله عنه عندما سمى الغناء مزامير الشيطان فيعد ذلك تقريرًا لصحة هذه التسمية.

     أما عن لعب الحبشة وأغنيتهم فهو كلام حسن أخذ حكم الشعر ألا وهو كلام حلاله حلال وحرامه حرام، فهي تتحدث عن قرى الضيف وإكرامه ولم يرد في الحديث أنها مصحوبة بمعازف.
2-    عن عائشة رضي الله عنها أيضًا أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو رواه البخاري في صحيحه،  كتاب النكاح، باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها ودعائهن بالبركة، 1315، ح 5162)، وهنا يستدلون به على أن الرسول عليه الصلاة والسلام يحث على الغناء، إلا أنه أيضًا كان في فرح فلا يقاس عليه من الأيام.


آراء بعض السلف الصالحين في الغناء:
-         قال الإمام القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن: لهو الحديث الغناء في قول ابن مسعود، وابن عباس وغيرهما، وهو يحرك النفوس ويبعثها على الهوى والغزل والمجون الذي يحرك الساكن ويبعث الكامن، فهذا النوع إذا كان في شعر يشبب فيه بذكر النساء، ووصف محاسنهن، وذكر الخمر والمحرمات لا يختلف في تحريمه، فهو الغناء المذموم بالاتفاق، فأما ما سلم من ذلك، فيجوز القليل منه في أوقات الفرح: كالعرس، والعيد، وعند التنشيط على الأعمال الشاقة كما كان في حفر الخندق، وحدو أنجشة، وسلمة بن الأكوع، فأما ما ابتدعه الصوفية اليوم من الإدمان على سماع الأغاني بالآلات المطربة من الشبابات، والطار والمعازف، والأوتار فحرام". ( القرطبي، 1996، 14/ 54)
-         قال الشعراوي: من المفسرين من فسرها بالغناء ومنهم من فسرها بأنها كل شىء يلهي عن مطلوب لله، وإن لم يكن  في ذاته لهوًا، ولكن حينما شغلت المسلم عن آداء الفروض سميت لهوًا، مثل : الزراعة فهي مطلوبة وليست لهوًا في ذاتها، لكن إذا انشغل الإنسان بها عن آداء صلاة الظهر سميت لهوًا، واستطرد قائلًا أنه: لا مانع في الأفراح من الإيناس بالغناء، والرسول أقر بذلك، وكذلك الأعمال الشاقة، فينشدوا ليلهيهم عن متاعب العمل، فكل شىء له غرض نبيل حسن، والنص إن أثار غرائز فهو حرام، فإذا غنِّي بتكسرِ فحرام، واعلم أن المقصود بالغناء: نص، ولحن، وأداء، فالنص المهيِّج الذي يخرج الإنسان عن وقاره وعن رزانته محرم، فإذا أضيف إلى النص لحن متكسر ازداد حرمة ، وإذا أزيد له أداء مهيِّج بحيث يستعمل فيه شىء غير الصوت فازداد أكثر.( محمد الشعراوي، 2013).

و
معنى ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقر بالغناء في بعض المناسبات مثل الأفراح والأعياد والأعمال الشاقة والأحاديث التي استدل بها المبيحون الغناء كان الأول في عيد، والثاني في فرح كما يضيف سعيد القحطاني  ( 2010، 29 ) أن في حديث الجاريتين أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر على أبي بكر رضي الله عنه تسمية الغناء بمزامير الشيطان، وأقر الجاريتين معللًا تركهما بأنها أيام عيد ، وهذا يستدل منه أن الغناء جائز في الأفراح والأعياد.
إذن نتوصل إلى:
1-    جواز الغناء في العيد، وفي العرس، وعند قدوم غائب، وللوفاء بالنذر، وإباحة سماعه للرجال والنساء لورود الأحاديث الصحيحة في ذلك.
2-    جواز غناء الغزاة وهو ما يعتاده الغزاة لتحريض الناس على الغزو ... وفيه تحريك الغيظ والغضب على العدو، وتحسين الشجاعة، واستحقار النفس والمال.
3-    جواز غناء الرجال عند التنشيط على الأعمال الشاقة. كما ارتجز صلى الله عليه وسلم هو والصحابة رضوان الله عليهم في بناء المسجد وحفر الخندق وغيرهما كما هو مشهور.
4-    حرمة الغناء الذي يثير الشهوات ويُغنى بتكسر وهو ما كثر في هذه الأيام .

5-    حرمة المعازف  واستُثني الدف للنساء في النكاح والوليمة.

حكمة تحريم الغناء:
        يجب عليك عزيزي الطالب أن تعتقد أن لله في كل ما شرع لعباده من أمر أو نهي أو إباحة – حكمة ، ويجب على أي مسلم أن يبادر إلى طاعة الله، ولا يتلكأ في ذلك حتى تتبين له الحكمة، فإن ذلك مما ينافي الإيمان الذي هو التسليم  المطلق لله والشرع، قال تعالى:  }فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليمًا{، ولقد وردت في آثار كثيرة عن السلف من الصحابة وغيرهم تدل على حكمة التحريم، وهي أنها تلهي عن ذكر الله وطاعته، والقيام بالواجبات الشرعية مقتبسين ذلك من تسمية الله  تعالى إياه ب ( لهو الحديث) في قوله تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوًا أولئك لهم عذاب مهين"
- يقول محمد الألباني (1997، 149):اعلم أن للغناء خواص لها تأثيرفي صبغ القلب بالنفاق، ونباته فيه كنبات الزرع بالماء، فمن خواصه:
أنه يلهي القلب ويصدُّه عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه، فإن القرآن والغناء لا يجتمعان  في القلب أبدًا لما بينهما من تضاد .
 و القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانبة شهوات النفس، وأسباب الغيّ، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان، والغناء يأمر بضد ذلك كله، ويحسنه، ويهيج النفوس إلى شهوات الغي"

ويقول ابن القيم الجوزية ( 1975، 250) أن الغناء قرآن الشيطان، فلا يجتمع هو وقرآن الرحمن في قلب أبدًا، فأساس النفاق أن يخالف الظاهر الباطن، وصاحب الغناء بين أمرين، إما أن يتهتَّك فيكون فاجرًا، أو يظهر النسك فيكون منافقًا، فإنه يظهر الرغبة في الله والدار الآخرة وقلبه يغلي بالشهوات، ومحبة ما يكرهه الله ورسوله من أصوات المعازف وآلات اللهو، وما يدعو إليه الغناء ويهيجه، ومن علامات النفاق أيضًا: قلة ذكر الله ، والكسل عند القيام إلى الصلاة ونقر الصلاة، وقل أن تجد مفتونًا بالغناء إلا وهذا وصفه.

يتَهَتَّكَ:  أي تَصَرَّفَ كَمَا يُرِيدُ غَيْرَ مُبَالٍ بِمَا يُقَالُ عَنْهُ ، تَجَاوزَ حُدُودَ الاحْتِشَامِ.
                                                                             نقر الصلاة:  التسرع فيها والتخفف


أخيرًا ...اعلم أن المبيحين للغناء لم يروا الواقع الذي ساد الآن من موسيقى صاخبة ونساء عاريات وما نراه في القنوات الفضائية، فهل من العدل قياس غناء هذه الفضائيات بغناء الجاريتين البنتين الصغيرتين الذي لا يحرك الغرائز ولا يستثير الشهوات الكامنة، وكل فرد حكم في نفسه والفطرة السوية تستشعر الحرام وتبعد عنه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس. (رواه مسلم في صحيحه، 2015، كتاب البر والصلة والآداب، باب تفسير البر والإثم، 1190، ح 2553)
  
أسئلة التقويم:
1-    قال تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ " ( سورة لقمان: 6)
ما المقصود بلهو الحديث، وكيف تستدل بها على تحريم الغناء؟
2-    علامَ اجتمع الأئمة الأربعة بخصوص الغناء، مفصلًا آراء كل منهم.
3-    عن عائشة رضي الله عنها، قالت: " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحوَّل وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " دعهما"، فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب.
                       وضح كيف استدل بها كلا الفريقين على رأيه، مبديًا وجهة نظرك أنت.
4-    اكتب أقوال بعض الأئمة الصالحين في الغناء.
5-    اكتب ما استخلصته من رأي الفريقين في الغناء.
6-    ما الحكمة من تحريم الغناء، وأثره في حياة الفرد.
7-    اكتب حوارًا جدليًا بين أحد الأفراد يرى جواز الغناء، وآخر يؤمن بتحريم الغناء.



الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018

التعامل مع غير المسلمين في ضوء القرآن والسنة النبوية




    

  مع مرور الزمن اختلط على بعض الناس الأمور في كيفية التعامل مع غير المسلمين،  فمنهم من يهجرهم ويقاطعهم ويجافيهم في التعامل ويعاديهم، ومنهم من يبرهم ويساويهم بإخوانه المسلمين في التعامل، مما جعل من الضرورة توضيح ذلك، من خلال استقراء التوجيهات الربانية في القرآن الكريم من رب العالمين لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ومن خلال سيرته العطرة لنعرف الأحكام الشرعية في التعامل معهم.

كيفية التعامل مع غير المسلمين في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية:

قد لخص الله لنا كيفية تعاملاتنا مع غير المسلمين بأقسامهم في قوله تعالى:
(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)]الممتحنة،8 ، 9)

      فيقول لنا سبحانه وتعالى في هذه الآية أن غير المسلمين قسمين : 
1-  من ليس بهم خطورة على ديننا: فلا هم قاتلوا المسلمين ولا أخرجوهم من ديارهم، وهؤلاء لا حرج على المسلمين في أن يبروهم ويقسطوا إليهم، والبر هو الإحسان إليهم بالمال وغيره، والقسط هو العدل.
2-    من قاتل المسلمين وأخرجوهم من ديارهم: وعاونوا من أخرجهم من ديارهم على إخراجهم أن يولوهم، فيكونوا لهم أولياء ونصراء.
والنوع الأول هو المقصود في هذا الدرس، وقد جعل الإسلام لغير المسلمين حقوق يجب أن تؤدى إليهم، ومن هذه الحقوق:

1-    حفظ كرامتهم الإنسانية:
إن ديننا دين العز والكرامة بعيد عن الإهانة، فيُكرِّم النفس الإنسانية بصفة عامة، وهذا الأمر على إطلاقه وليس فيه استثناء بسبب لون أو جنس أو دين :
}وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا{ (الإسراء:70)

فهذا التكريم عام وشامل للمسلمين وغير المسلمين فالجميع يُحمَل في البر والبحر والجميع يرزق من الطيبات، والجميع مفضل على كثير من خلق الله.
ومن المحافظة على كرامة غير المسلمين:

أ‌-        حقهم في مراعاة مشاعرهم ومجادلتهم بالحسنى امتثالًا لقول الله تعالى:
}وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ { (العنكبوت: 46)

ب‌-  حرم على المسلمين أن ينالوا من الآلهة التي يعبدها المشركون بالسب:

        وذلك حتى لا يؤدي بهم إلى النيل من الله الإله الحق، وفي ذلك تكريم للإنسان، فاحترام شعور الإنسان نحو الأشياء التي يقدسها احترامًا لكرامته، فلو سمع المشركون شتم آلهتهم من المسلمين لجرهم ذلك إلى شتم الله عزَّ وجلّ، وهم لا يريدون ذلك لأنهم يعتقدون بوجود الله سبحانه وتعالى وإن كانوا لا يدينون بالتوحيد، فإذا تبادلوا الشتائم جرح كل فريق شعور الآخر وذلك يتعارض مع كرامة كلا الفريقين، قال تعالى:
}وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{ (الأنعام: 108)

      ومن مظاهر مراعاة كرامة غير المسلمين في السنة النبوية:
أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له إنها جنازة يهودي فقال أليست نفسا وقال أبو حمزة عن الأعمش عن عمرو عن ابن أبي ليلى قال كنت مع قيس وسهل رضي الله عنهما فقالا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال زكريا عن الشعبي عن ابن أبي ليلى كان أبو مسعود وقيس يقومان للجنازة" (رواه البخاري في صحيحه، 2001، كتاب الجنائز، باب من قام لجنازة يهودي، 317، ح 1312) ، بل وقد طال وقوف الرسول صلى الله عليه وسلم حتى اختفت الجنازة، ففي حديث " قام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لجنازة يهودي حتى توارت" ( رواه مسلم في صحيحه، 2015، كتاب الجنائز، باب القيام للجنازة، 426، ح80)إنه الاحترام الحقيقي للنفس البشرية.
2-    معاملتهم بالعدل:




إن الله سبحانه وتعالى جعل الموازين الدقيقة ليقوم الناس بالقسط، ويحذروا من الوقوع في الجور والظلم، قال تعالى:
}وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ  أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ  وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ { الرحمن (9:7)، وقال تعالى:
}لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ{ (الحديد: 25 )
ولقد أمرنا الله بالقسط في كل حال حتى مع وجود البغض بين الحاكم والمحكومين فلا يظلمهم بغضًا فيهم، فقد قال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) ]المائدة: 8[
ومن الأمثلة التطبيقية على ذلك :
      أن رجلًا من الأنصار يقال له: ( طعمة بن أُبَيْرِق) أحد بني ظفر بن الحارث سرق درعًا من جار له يقال له: (قتادة بن النعمان)، وكان الدرع في جراب فيه دقيق، فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب، حتى انتهى إلى الدار وفيها أثر الدقيق، ثم خبأها عند رجل من اليهود، يقال له ( زيد بن السمين) فالتمست الدرع عند طعمة، فلم توجد عنده، وحلف لهم: ما أخذها، وما لهم بها من علم، فقال أصحاب الدرع: "بلى والله، قد أدلج علينا، فأخذها، وطلبنا أثره حتى دخل داره، فرأينا أثر الدقيق"، فلما أن حلف تركوه، واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهوا إلى منزل اليهودي، فأخذوه، فقال: "دفعها إليَّ طعمة بن أبيرق" وشهد له ناس من اليهود على ذلك، فقالت بنو ظفر، وهم قوم طعمة: " انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلموه، وسألوه أن يجادل عن صاحبهم، وقالوا إن لم تفعل هلك صاحبنا، وافتضح أمره، وبرئ اليهودي، فهمَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعاقب اليهودي، فأنزل الله آيات في براءة اليهودي وفي تعنيف من حاولوا اتهامه ظلمًا، تُتلى في كتابه العزيز في كل حين ، حيث قال تعالى:

 إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109){ ( سورة النساء 105-109)


        هكذا أنزل الله هذه الآيات البينات كي يظل العدل منهاجًا للمسلمين لا يحيدون عنه مع الناس جميعًا مسلمين كانوا او غير مسلمين دون أية تفرقة، كذلك من حقوقهم حرية المعتقد وحرية ممارسة شعائرهم، وحمايتهم من المعتدين، وحفظ دمائهم وأموالهم وأعراضهم، والعيش بأمن وأمان ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبر بهم ويعود مرضاهم لدعوتهم للدخول في الإسلام لإنقاذهم من النار، وكان يبر بمن يأذيه من غير المسلمين.

المحافظة على عقيدة الولاء والبراء:

إننا في التعامل مع غير المسلمين يجب أن نعاملهم معاملة حسنة،  ولكن من الضروري والواجب الشرعي أن نحافظ على عقيدة الولاء والبراء التي أُمِرنا بها، وهي عقيدة ثابتة ومن غيرها لا يستقيم دين الفرد، قال تعالى:
} لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم{  ( المجادلة: 22)
 إننا أُمِرْنا بالبر والتسامح مع الكفار والبراء منهم ، لا التساهل والولاء بهم، وهنا يجب أن نفرق بين:  "الولاء والبراء" ، و"البر والتسامح". ( محمد الشريف، 2003، 48)
الأمر الأول: الولاء يكون للمسلمين فقط، وهو هنا بمعنى النصرة والمعاونة، والبراء يكون من الكافرين بشتى مللهم وطوائفهم، ويعني التبرؤ من دينهم وما هم عليه من الكفر.
الأمر الآخر: البر والإحسان مع أهل الكتاب وغيرهم الذين ليس بيننا وبينهم حرب، ويعيشون معنا، أو نعيش معهم في بلادهم، وهذا لا يعني زوال الأمر الأول أو عدم الأخذ به.

ومن مظاهر موالاة الكفار : 

1-    التشبه بهم في ملبسهم، والكلام وغيرها، لقول النبي صلى الله عليه:" مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ" ( رواه أبي داوود في سننه، كتاب اللباس، باب في لبس الشهرة، 144، ح 4031)، فيحرم التشبه بالكفار في خصائصهم من عادات وعبادات، وسمات، وأخلاق: كحلق الرأس، وإطالة الشوارب، والرطانة بلغتهم إلا عند الحاجة، وفي هيئة اللباس، والأكل والشرب، وغير ذلك.
2-    الإقامة في بلادهم، وعدم الانتقال منها إلى بلاد المسلمين، لأجل الفرار بالدين، ويستثنى بذلك المستضعفون، الذين لا يستطيعون الهجرة، وكذلك من كان في إقامته مصلحة دينية، كالدعوة إلى الله.
3-    السفر لبلادهم لغرض التنزه ومتعة النفس، فلو وجدت ضرورة كالعلاج والتجارة والتعليم للتخصصات النافعة التي لا يمكن الحصول عليها إلا بالسفر إليهم، فيجوز بقدر الحاجة، فإذا انتهت الحاجة وجب الرجوع إلى بلاد المسلمين، ويشترط لهذا السفر أن يكون مظهرًا لدينه معتزًا بإسلامه، مبتعدًا عن مواطن الشر.
4-    إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين، ومدحهم والذب عنهم، وهذا من نواقض الإسلام ومن أسباب الردة.
5-    الاستعانة بهم والثقة فيهم، وتوليهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين.
6-    التأريخ بتاريخهم، وخصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم، وهو من ابتداعهم، وليس من دين سيدنا عيسى، وإنما أرَّخ المسلمون بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
7-    مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها، أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها، قال تعالى : " وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ" ( الفرقان: 72)، قال غير واحد من العلم الزور أي أعياد المشركين.
8-    مدحهم والإشادة بهم بما هم عليه من المدنية والحضارة، والإعجاب بأخلاقهم، ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة.
9-    التسمي بأسمائهم مما يسبب الانفصال بين هذا الجيل والأجيال السابقة من جهة، والتآلف والمودة مع أصحاب الأسماء الأجنبية من الكفار.
   حكم الاستغفار لهم والترحم عليهم، قال تعالى:

}مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ{ ( التوبة: 113)
وقد ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكي وأبكى من حوله،  وقال صلى الله عليه وسلم: استأذنت ربي أن أستغفر لأميِّ فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي ) ( رواه مسلم في صحيحه،2015، كتاب الجنائز، باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل في زيارة قبر أمه، 433، 976)
حكم إلقاء التحية على غير المسلمين:
نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابتداء أهل الكتاب ( اليهود والنصارى) بالسلام، فقد روى مسلم في صحيحه( 2015، كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، وكيف يرد عليهم، 1036، ح2167)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ ، فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ.
فهذا نهي واضح عن الابتداء بالسلام، لكن إذا هم ألقوا السلام، فيعلمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم كيفية الرد عليهم، فقد روى مسلم في صحيحه ( 2015، كتاب السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، وكيف يرد عليهم، 1035، ح 2163) عن أنس بن مالك: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم"، وذلك لأنهم كانوا يقولون السام عليكم أي الموت، فقد روى البخاري في صحيحه ( 2002، كتاب الاستئذان، باب كَيْفَ يُرَدُّ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ السَّلاَمُ، عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ، فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : فَقَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ.
   هكذا لا تعارض بين مفهوم «الولاء والبراء» وبين منظومة الأخلاق في الإسلام، بل هو مندرج ضمنها وخاضع لأحكامها. فبُغْضُ الكفر لا يلزم عنه بغض الكافر لذاته، وإلا ما أمكن التعامل معه مطلقا، وهو عكس التوجيه القرآني الكريم وضد الثابت المتواتر من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في معاملته لأهل الكتاب خاصة، وللمشركين عامة، وما كان لهم منه - عليه الصلاة والسلام - من حُسن المعاملة، وإنما شُرع الولاء والبراء لحفظ الإسلام، وعدم الافتتان بالديانات الأخرى.




أسئلة التقويم:
1-      اشرح الآيتين التاليتين موضحًا أقسام غير المسلمين، قال تعالى:

(لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)]الممتحنة:8،9[
2-    اذكر موقفين من السنة النبوية تدل على حسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لغير المسلمين.
3-    قال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) ]المائدة: 8[
4-    اشرح الآية، واذكر مثالًا تطبيقيًا لها من السنة النبوية.
5-    فرِّق بين الولاء والبراء والبر والتسامح، وهل هما يتعارضان مع بعضهم البعض؟

6-    هل يجوز الاستغفار للمشركين والدعاء لهم بالرحمة؟ وما الدليل على ذلك؟

7-    ما حكم ابتداء المسلم بالسلام على أهل الكتاب، ومن وجهة نظرك هل  يتعارض هذا مع المعاملة الحسنة؟